14‏/04‏/2011

يهوديه حسيديه الجزء الاول

منقوله نصا من مقاله منشوره على موقع http://www.alukah.net عنوان المقاله: الحركات الباطنية اليهودية الحديثة: الحركة الحسيدية بقلم بليل عبدالكريم التعريف: بالعبرية (حسيدوت)؛ وهو مُصطَلح مُشتَقٌّ من الكلمة العبرية (حسيد)؛ أي: (تقي)، ويدلُّ الجذر في العبرية على معنى الإحسان وعمل الخير، ويُستخدَم المصطَلَح للإشارة إلى عِدَّة فِرَق دينيَّة في العصور القديمة والوُسطَى، ولكنَّه يُستَخدَم في العصر الحديث للدلالة على الحركة الدينية الصوفية الحلولية، اليهودية الأرثوذكسية، التي أسَّسها وتزعَّمَها بعل شيم طوف (1700 - 1760م)، وهو إسرائيل بن أليعازر، وكان أقرب لشخصيَّة المسيح الدجَّال؛ يُمارِس الطبَّ على طريقة المُشَعوِذين، مُدَّعيًا معرفة اسم الله الأعظم. وبدأت الحركة في جنوب بولندا وقُرَى أوكرانيا في القرن الثامن عشر، وخصوصًا في مُقاطَعة بودوليا في جنوب شرق أوكرانيا، وقد كانت هذه المُقاطَعة تابِعةً لتركيا في نهاية القرن السابع عشر، التي ظهرَتْ فيها الحركة الفرانكية، كما ظهرَتْ فيها فِرَقٌ نصرانيَّة حلوليَّة ذات طابع غَنُوصي مُتَمرِّدة على الكنيسة الأرثوذكسية الروسية؛ مثل: الدوخوبور، والخليستي، والسكوبستي. انتشرت الحسيدية منها إلى وسط بولندا وليتوانيا وروسيا البيضاء، ثم المناطق الشرقية من الإمبراطورية النمساوية المجرية: جاليشيا، وبوكوفينا، وترانسلفانيا، وسلوفاكيا، فالمجر ورومانيا، ولكنْ جُلُّ تمركزها في الأراضي البولندية التي ضمَّتْها روسيا إليها. انتشرت الحسيدية بادِئَ الأمر في القُرَى بين أصحاب الحانات والتجَّار والريفيين والوُكَلاء الزراعيين، ثم انتشرَتْ في المدن الكبيرة؛ حتى أصبحَتْ عقيدة أغلبية الجماهير اليهودية في شرق أوربا بحلول عام 1815م، بل يُقال: إنها صارت عقيدة نصف يهود العالم آنذاك، إلى جانب أنها عقيدة أغلبية يهود اليديشية. لم تضمَّ الحركة في صفوفها كثيرًا من العُمَّال والحرفيين اليهود؛ لأنَّ الأساس الاقتِصادي لوجودهم كان ثابتًا، وأولادهم لا يَدرُسون إلا التوراة، وبعضهم يترك المدارس لفقرهم؛ لذا لم يخوضوا في دراسة الشريعة الشفوية؛ وبالتالي كانت أفكار الحسيدية غريبة غير مفهومة، كما أنَّ الأحزاب الاشتراكية والثورية نجحَتْ في ضمِّ الطبقات الفقيرة الكادحة إلى صفوفها. دواعي انتشار الحركة الحسيدية: ويرجع نجاح الحسيدية إلى عوامِل اجتماعية وتاريخية: ضَنْكُ العَيْشِ: فالجماهير اليهودية كانت تَعِيش في بؤس نفسي وفقر اقتصادي شديد بسبب التدهور التدريجي للاقتِصاد البولندي؛ إذ طُرِد كثيرٌ من يهود الأرندا، وأصحاب الحانات من القُرَى الصغيرة، الأمر الذي زاد من عدد المتسوِّلين واللصوص والمتعطِّلين، ويُقَال: إن عُشْر أرباب العائلات كانوا بلا عمل، وكانت قيادة الحركة الحسيدية - أساسًا - من يهود الأرندا السابِقين ومُستأجِرِي الحانات وأصحاب المحال الصغيرة. عمليات القتل: فهذه الجماهير كانت في خوف دائم بعد هجمات شميلنكي، وعصابات الهايدماك من الفلاحين القوزاق. الإحباط الجماعي: والعميق، بعد فشَل دعوة "المسيح الدجَّال" شبتاي تسفي وتحوُّله إلى الإسلام، فقد كان أمَلاً لاح في الأُفُق بأنَّ المسيح المُنَتَظر جاء لإنقاذ اليهود وعودتهم لأرض الميعاد؛ كيما يحكموا العالم، فإذا بالمسيح يُعلِن إسلامه (نفاقًا). المنظومة الاقتصادية الجديدة: زادَتْ من حِدَّة مَشاعِر الإحباط النفسي الديني التحوُّلات الاقتصادية والاجتماعية التي كانت تَخُوضُها مجتمعات شرق أوربا آنئذٍ، هذه التحوُّلات التي جعلت من القهال شكلاً إقطاعيًّا طفيليًّا لا مضمون له، يَقُوم باستغلال اليهود لحساب الحكومة البولندية والنُّبَلاء البولنديين، ولحساب مُوظَّفي القهال من اليهود الذين كانوا يشترون المناصب. التخلُّف الثقافي: وقد صاحَب هذا الوضع الاقتصادي المتردِّي تدنِّي الحياة الثقافية والدينية داخل الجيتو والشتتل إلى درجة كبيرة، وصار اليهود يَعيشُون في شبه عُزْلَةٍ عن العالم، بل في عُزلَة عن المراكز التلمودية في المدن الكبرى، وتحولت اليهودية الحاخامية إلى عقيدة شكلية، تافِهَة وجافة، خالِيَة من المضمون الرُّوحي والعاطفي، تُؤَكِّد الأوامر والنواهي دون اهتِمام بالمعنى الرُّوحيِّ لها، لهم نمَط التَّرَف الجدلي، بعيدة عن واقع الناس ومَآسِيهم، لها عالمها الآخَر الذي يلفظ كلَّ مَن ليس حاخاميًّا. انتِشار السحر والشعوذة والتراث القابالي: فقد أحكمت القبالاه هيمنتها على الفكر الديني اليهودي بين جماهير اليهود، وحتى بين طلاب المدارس التلمودية العُليَا وأعضاء المؤسسة الحاخامية، والفكر القبالي الحلولي قادِرٌ على إشباع التطلُّعات العاطفية لدى الجماهير الساذجة اليائسة. التأثُّر بالمُحِيط النصراني: فبعد أن عاشَر اليهود فلاحي أوكرانيا وشرق أوربا لمئات السنين بعيدًا عن المؤسسات الحاخامية في المدن الكبرى والمدن الملكية - تأثَّروا بفولكلور فلاحي شرق أوربا، وبمعتقداتهم الشعبية الدينية، وبوضعهم الحضاري المُتَدَنِّي بشكل عام، وتأثَّر الحسيديون بالتُّراث الديني النصراني، خصوصًا تراث جماعات المنشقِّين في روسيا وأوكرانيا، بالروسية: راسكولنيكس Raskolniks من فعل (راسكول raskol) بمعنى (ينشقُّ)، فالقرنان السابع عشر والثامن عشر شَهِدَا ظهور جماعات دينية نصرانية مُتَطرِّفة، مثل: الدوخوبور: المُتَصارِعون مع الرُّوح، وكان بينهم مدام بلافاتسكي. الخليستي: مَن يضرِبون أنفسهم بالسِّياط. السترانيكي: الهائمون على وجوههم، كان راسبوتين عضوًا في هاتين الجماعتين. السكوبتسي: المخصيُّون. المولوكاني: شاربو اللبن، وغيرهم. *احب ان اعلن ان من لديه مقال يناسب موضوع المدونه فليقم بارساله وسنقوم بنشره تحت اسم صاحبه*