17‏/04‏/2011

مصطلحات يهوديه مهمه -الجزء الثاني, جيهنا

جيهنا, جيهنوم, جيهنام هي اسماء مشتقه من اسم لوادي يحيط بالقدس اورشليم القديمه. ويسمى في التناخ وادي ابن هنوم "جي-هنوم". وهو احد واديين رئيسيين يحيطان بالمدينه. وفي التناخ ايضا, كان هذا هو المكان الذي تعود الوثنيون من الاسرائيليين ان يضحوا عنده باطفالهم لآلهه مختلفه مثل بعل ومولوخ (تحدثنا عن بعل في القطعه باسمه وعن مولوخ في القطعه المسماة الثور المقدس) حيث كانوا يحرقون اطفالهم بالنار كقرابين لتلك الآلهه. في الكتابات الربانيه (الحاخاميه) والانجيليه, جهنا هو مكان تذهب له ارواح الاشرار وتختلف عن المكان المحايد (هيدز او شيول). الذي تذهب اليه ارواح الموتى الاشرار والاخيار على السواء. وكلاهما يترجم بكلمة hell. في التناخ: اول مره تذكر جيهنا في التناخ هي في سفر هوشع. والمره الثانيه في سفر اخبار الايام حين يقوم احاز, احد ملوك يهودا بالتضحيه بابناءه في هذا الوادي. في كتاب اشعياء لا يوجد ذكر لجهنم بالاسم بل فقط البقعه المحترقه التي يذهب اليها الجيش الآشوري والتي تسمى "توبيت" ولكن وصف هذه البقعه نفسها يوجد في انجيل مرقس باسم جيهنا. في كتاب ارميا يدعو يوشياهو, احد ملوك يهودا الى ترك طقس حرق الاطفال وتدمير معبد مولوخ في توبيت او جهنا. وايضا في سفر ارميا هناك نبوءه تقول انه على الرغم من جهود يوشياهو الا ان اورشليم نفسها سينتهي بها الامر الى ان تكون مثل جهنا مع حرق الاطفال والتضحيه بهم. في المشنا التي هي احدى اجزاء التلمود هناك وصف لجهنا على انها المكان الذي يذهب اليه الاشرار ولكن ليس لحياة ابديه ولكنه برزخ تقضي فيه الارواح الشريره ما لا يزيد عن سنة واحده ويستثنى منها ايام السبت. ويقول التقليد اليهودي ان هنوم هو مكان تجمع فيه القذاره والازبال وتبقى فيه النار مشتعله دائما لترمى فيها الاوساخ والجثث المتعفنه للانسان والحيوان. وهناك ادله على ان الكتف الجنوبي الغربي من الوادي (يسمى كتف هنوم) كان يستعمل كمدفن لاجيال متعاقبه من اليهود من القرن السابع وحتى القرن الخامس قبل الميلاد ثم في سنة 70 ميلاديه اصبح مكانا ليس فقط للدفن ولكن ايضا لحرق الجثث عند وصول الرومان الى المنطقه. وفي الفلكلور اليهودي يقال بان هناك بوابه في الوادي تفتح على بحيره متقده من النيران. تذكر جهنا في العهد الجديد في مواضع عديده في انجيل متي ومرقس ومره في انجيل جيمس وهي تعني النار في هذه المواضع. وفي العهد الجديد ايضا هناك ذكر لهيدز كمقر مؤقت للموتى وهي تختلف عن جهنا التي هي المقر النهائي للموتى الاشرار. سفر الرؤيا يصف هيدز وهي ترمى في بحيره من النار وهذا يعني ان من يموت بعد حصول ذلك, سوف لن يذهب الى مكان مؤقت للموتى, فقط المكان النهائي. نسخة الملك جيمس من الانجيل هي الوحيده التي تترجم هيدز وشيول الى ولكن جميع النسخ الاخرى تستخدم hell كمرادف لجهنا. وفي التراجم الانجيليه للغات المختلفه, فان معنى جهنا يختلف باختلاف الترجمه ويعتمد على ان كان هناك فرق بين هيدز وجهنا في اللغات اليونانيه والعبريه التي نقلت منها تلك الترجمه. اما في الاسلام, فالامر واضح ولا لبس فيه, جهنم هي النار التي تذهب اليها ارواح الخاطئين وقد تستقر فيها او لا حسب حجم الخطيئه اما الفتره المؤقته بعد الموت, حياة القبر فتسمى البرزخ.