10‏/02‏/2011

تكملة الغنوصيه-الدايمرج The demiurge

بعد ان انبثقت "صوفيا", الحكمه, التي هي جزء من الاله او (الكل المقدس), بعد ان انبعثت من الرب, قررت ان تخلق شيئا لا يمت بصلة للكل المقدس. و بما انها من (الايونات) او (السفيروت) المقتدره, فانها تستطيع ان تلد من تلقاء نفسها, دون الحاجه الى شريك. (لمن لم يستطع فهم ما يحدث هنا فليراجع القطعه المسماة الغنوصيه gnosis والقطعه المسماة بهير,زهار,زهير) ولدت صوفيا كائنا يسمى "دامرج" ولكنها خافت من الخالق لانها صنعت ما صنعت دون اذن منه. فصنعت للدايمرج لحافا من الغيوم و سريرا و تركته. ترعرع الدايمرج وحيدا, لا علم له بشئ, و لاحتى بامه. ولكنه نظر الى ما كان حوله من الاشياء و خلق السموات و الارض ومن فيها على هيئة تلك الاشياء. فلذلك فان عوالمنا الفيزيائيه هذه نموذج عن العالم النوراني الذي تسكنه الذات المقدسه او الكل المقدس. لذلك فان هدف الحركه الغنوصيه هو ايقاظنا و تحرير حكمة صوفيا المحبوسه في هذا العالم المادي. في "كتاب المزامير" في التوراة, هناك مجموعه من الارباب او (تجمع للارباب) لكن ليس هناك ما يدل على ان لهؤلاء الارباب يد في عملية الخلق. "فيلو" الفيلسوف الاسكندري اليهودي, الذي هو من اقدم الفلاسفه الدينيين في اليهوديه, والذي من اهم اعماله مزج الديانه اليهوديه بالثقافه والاساطير اليونانيه, يستشهد بسطر من سفر التكوين الذي هو اول اسفار التوراة بالنسبه لليهود و اول اسفار العهد القديم للمسيحيين. "دعنا نخلق انسانا" مما يدل على وجود اكثر من رب يساعدون الخالق. و هذا ما يفسر قدرة الانسان على الخير و على الشر. فان الخير ياتي من الخالق و الشر ياتي من مساعديه. الغنوصيه تصف هؤلاء الارباب بانهم من الملائكه. و تعددهم بسبع ملائكه (هناك سبع اسماء عظيمه للرب في اليهوديه). واهم اولئك الملائكه رئيسهم, الذي هو "اله اليهود" والذي قاد اليهود الى ارض مصر واملى عليهم قانون اليهوديه. هذا الرئيس هو الداميرج وله اسماء اخرى, "سامايل", الذي هو احد اسماء الشيطان. و"يلدابوت" و "ساكلاس". لشدة غرور الداميرج و جهله بالعالم الروحاني الذي انحدر منه, فانه يعلن بانه هو الخالق ولا خالق سواه. و لكن شعاعا من النور ياتي من العالم النوراني الروحي البعيد و يدخل جسد الانسان و يعطيه الروح. هنا اصبح الداميرج حقودا و غيورا وحاول ان يحد من علم الانسان بمنعه من الاكل من فاكهة المعرفه في الجنه. ولكن الخالق ارسل المسيح و الروح القدس لانقاذ العالم من الداميرج. واتخذ المسيح جسدا بشريا ونزل الى الارض. جعل الدايمرج الرومان يقومون بقتل المسيح لانه خاف ان ينشر المسيح افكارا عن الخالق الحقيقي. للدايمرج وجه اسد و جسم افعى. وهو ذو طبيعة ناريه. (في التوراة جاء وصف الرب على لسان موسى "الرب الهنا يحترق و يشعل النار") الايونات او الانبثاقات او الانبعاثات الالهيه والذين هم خدم و مساعدون للخالق موجوده في الفكر الغنوصي و في اليهوديه والمسيحيه على حد سواء. هذه الايونات مخلوقه من النور, وهم تارة يسمون الملائكه و تارة الايونات. عدد الايونات 32 في الغنوصيه وهو مشابه لعددها في الكابالا. هناك 10 ايونات او سفيروت خلقت في الخمسة اجيال الاولى و 22 ايونا خلقت في الجيل السادس. لماذا السيده مريم العذراء عليها السلام هي المرأه الوحيده المذكوره في القرآن الكريم بالاسم؟ انا لا ادعي تفسير القرآن, معاذ الله, فلا يفسر القرآن الا اهل التفسير, ولكني لاحظت في روايات باولو كويلو ان اسم مريم آخذ بالاختفاء واصبحت تحل محله كلمات مثل السيده العذراء, الحبل بلا دنس. فما سر هذا يا ترى؟ *احب ان اعلن ان من لديه مقال يناسب موضوع المدونه فليقم بارساله وسنقوم بنشره تحت اسم صاحبه*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق